للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمرَ الناس بغزوِ الجهةِ التي فيها ابنها (١).

أيها المسلمون: هكذا كانَ أسلافُنا مع أسرى المسلمين .. عنايةً واهتمامًا ونجدة، يلبُّونَ النداءَ ويسمعونَ صوتَ المنادي، وتُجهَّزُ الجيوشُ، وتكتبُ الرسائلُ منْ أجلِ أسارى المسلمين، ثمَّ استدارَ الزمانُ وغَفى المسلمونَ الطلقاءُ من الأسر، وبقيَ الأسرى المسلمونَ في غياهبِ سجونٍ مظلمةٍ أو مرتَهنينَ في أقفاصٍ حديديةٍ مؤلمةٍ، لا مجيرَ لهمْ ولا ناصرَ إلا الله .. يتفننُ العدوُّ في أذيَّتهمْ وأسلوبِ التعاملِ معهم، ويستصرخونَ إخوانَهم المسلمينَ ولا مجيبَ؛ بلْ يُطْبِقُ الصمتُ الرهيبُ إلا مَنْ رحَم اللهُ، وأكثرُ إيلامًا أن تدافعَ عنْ حقوقهمْ منظماتٌ وهيئاتٌ لا تمتُ للإسلامِ والمسلمينَ بصلة، فهل أنفسُ المسلمينَ وحقوقُهم رخيصةٌ إلى هذا الحدِّ منَ الإهمال؟ فإلى اللهِ المشتكى وهوَ وحدَه المستعانُ.

اللهم نفِّسْ كربَ المكروبين منَ المسلمين، اللهم فكَّ أسرى المأسورينَ من المسلمين، واحفظْ عليهم دينَهم ولا تجعلْهم فتنةً للكافرين، اللهم آنِسْ وحشتَهم، وارحمْ غربتَهم.


(١) سير أعلام النبلاء ١٧/ ١٢٥، ١٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>