الإمام العالم العباد عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما (١)
[الخطبة الأولى]
الحمد لله خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملًا، وقضى ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رفع شأن العلم، وعظم منزلة العلماء فقال: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (٩)} وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إمام العلماء وقدوة العابدين وسيد المرسلين صلى الله عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين ورضي الله عن الصحابة أجمعين ..
أخوة الإسلام، ما أجمل العلم، وما أزكى العبادة، فكيف إذا اجتمعتا في شخص؟ وما أروع البر والتقدير للآباء ولاسيما إذا كان امتثالًا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وطاعة لأمره ..
كم نحتاج إلى أن تصرف همم الشباب فيما ينفعهم في دينهم ودنياهم وكم نحتاج إلى الاعتدال ولزوم السنة في كل شيء، حتى ولو كان زهدًا في متاع الدنيا، وتفرغًا للعبادة ..
هذه المعاني وغيرها نجدها ظاهرة- لمن تأمل- في حياة صحابي جليل، وعاء من أوعية العلم، ونموذج لهمة الشباب العالية، أنه الإمام الحبر العابد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن صاحبه، عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما. يقال أنه أسلم قبل أبيه، ويقال أنه لا فرق في السن بينه وبين أبيه إلا بإحدى عشرة أو اثنتي عشرة سنة أو نحوهما (الذهبي/ سير أعلام النبلاء ٣/ ٨٠) كان عبد الله بن