الحمدُ للهِ ربِّ العالَمينَ، ولا عُدوانَ إلا على الظالمينَ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، إلهُ الأوَّلينَ والآخِرينَ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُه المبعوثُ رحمةً للناسِ أجمعينَ، اللهمَّ صلِّ وسلمْ عليهِ وعلى سائرِ الأنبياءِ والمرسلينَ.
إخوةَ الإسلامِ: وانقلبتْ أحوالُ الجزيرةِ من مَسْرحٍ للأحداثِ والحروبِ .. تتهارشُ فيها البشرُ كما تتهارشُ الوحوشُ الضاريةُ، وتتطاحنُ القبائلُ والأممُ لأدنى سببٍ، إلى واحةٍ للأمنِ والإيمانِ، يسيرُ الراكبُ فيها من صنعاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ ومنْ بلادِ فارسَ إلى بلادِ الرُّومِ - بلْ وأبعدَ منْ ذلكَ - لا يخافُ إلا اللهَ والذئبَ على غَنَمِهِ.