للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النُّخَب الثقافية (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ..

أيها المسلمون: على مدار التاريخ الإسلامي يظل للعلماءِ الربانيين مكانتهم السامية ومنزلتهم الرفيعة، كيف لا والله فضلهم على غيرهم: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (٢).

ورفعهم فوق مَنْ سواهم: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} (٣).

وأحال الأمةَ إليهم لسؤالهم والأخذ عنهم: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (٤).

وجعل المصطفى صلى الله عليه وسلم غيابهم عن الوجود سببًا للضلال والإضلال: «إن الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبق عالمًا اتخذ الناس رؤساء جُهَّالًا، فسُئلوا فأفتوا بغير علم، فضلُّوا وأضلوا» رواه أحمد واتفق عليه الشيخان وغيرهم.

ولكن من المقصود بهؤلاء العلماء؟ وما الفرقُ بينهم وبين حملة المصطلح


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٨/ ٢/ ١٤٢١ هـ.
(٢) سورة الزمر، الآية: ٩.
(٣) سورة المجادلة، الآية: ١١.
(٤) سورة النحل، الآية: ٤٣، والأنبياء، الآية: ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>