للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقفاتٌ حول {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ} (١)

[الخطبة الأولى]

الحمدُ لله ربِّ العالمين أغنى وأقنى، وأماتَ وأحيى. وله الحكمُ في الآخرةِ والأُولى، وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، ما من دابةٍ في الأرضِ إلا هوَ آخذٌ بناصيتها، وعليه رزقُها، وبيده مبدأُها ومنتهاها، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، أصابته الضراءُ، وتوفرت له السراءُ، فصبرَ وشكرَ وكانَ عبدًا شكورًا.

اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائرِ الأنبياءِ والمرسَلين، وارضَ اللهمّ عن الصحابةِ أجمعين والتابعينَ ومن تبعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ وسلِّم تسليمًا كثيرًا.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (٢).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (٣).

أيّها المسلمونَ يُخيلُ لبعضِ الناسِ أن الجوعَ لا يكونُ إلا في أزمانِ الفقر، وأن الخوفَ لا يكونُ إلا مع الضعفِ، وأن المرضَ لا يكونُ إلا في الحياةِ البدائية.

ولكن أحداثَ الزمانِ تثبتُ أن الجوعَ قد يَحصلُ في زمنِ الغِنى، بل ربما


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ١٢/ ١/ ١٤٢٢ هـ
(٢) سورة النساء، الآية: ١.
(٣) سورة المائدة، الآية: ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>