للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية]

الحمد لله يمن على من يشاء بطاعته، والموفق من أعانه ربه على ذكره وشكره وحسن عبادته وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وخيرته من خلقه كان نموذجًا للمسارعة في كل قربة، وقال وقدماه تتفطر من القيام: «أفلا أكون عبدًا شكورًا» وهو المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر - اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين.

أيها المسلمون ..

٥ - ويعين على التعبد الرفقة الصالحة فهم خير عون لصاحبهم على الخير إن رأوا معروفًا شجعوا وشاركوا، وإن رأوا منكرًا نهوا واعتزلوا، يشجعون صاحبهم على الطاعات وينهونه عن المحرمات .. إن الصاحب ساحب وقرين بين من يسحب للخير ومن يسحب للشر، وكل قرين بالمقارن يقتدي، ومن مشكاة النبوة فالجليس الصالح كحامل المسك، إما أن تبتاع منه أو يحذيك رائحة حسنة، والجليس السوء كنافخ الكير فإما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحًا منتنة .. وكم تفوح روائح المسك من رفقاء الخير، وكم يحرق الدين فضلاً عن الثياب رفيق السوء .. ألا فاختاروا رفقاءكم .. وفي الحكمة قل لي من رفيقك أقل لك من أنت .. ذلك على مستوى الشباب والكبار والرجال والنساء .. وإن كان الأثر أعظم مع الشباب وفي مجتمع النساء.

ألا وإن الرفقة المتحابين في الله على غير أرحام، بينهم على منابر من نور يغبطهم الأنبياء والشهداء وهم ليسوا كذلك لكنهم اجتمعوا في ذات الله وتحابوا في الله، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر أولئك يكسبون إذا خسر الناس ويأنسون حين يلتقون في الجنة في حين يلعن الأشرار بعضهم بعضًا، قد تنقلب

<<  <  ج: ص:  >  >>