الصداقة إلى عداوة {الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ} ألا يا من كنت غارقًا في المحرمات .. ضعيفًا في أداء الواجبات بسبب رفقة سيئة مسارع بالخلاص منهم، واستعض عنهم رفقة صالحة .. فإن الصحيح تناله عدوى الأجرب.
٦ - ومن المعينات على العبادة استشعار قصير الأمل، وصوارف الزمان، والخوف من مهلكات الفتن، فالسليم في هذه الحياة يمرض، والقوي يضعف، والشباب يهرم، وأحداث الزمان المفاجئة قد تأخذ الإنسان على حين غفلة، والإنسان معرض للفتن صباح مساء، والعبادة في أوقات الفتن كهجره إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم، والحث على الطاعة مستديم ولكن المبادرة بالأعمال الصالحة في أزمان الفتن، وصية الذي لا ينطق عن الهوى «بادروا بالأعمال فتنًا لقطع الليل المظلم» تذكروا هادم اللذات (الموت) يحفزكم على الطاعة والاستعداد للرحيل، زوروا المقابر بأجسادكم وزوروا الآخرة بقلوبكم، وتصوروا هول الموقف بعقولكم، وتفكروا فيمن رحل قديمًا أو حديثًا من أقاربكم أو أصدقائكم، ثم اعلموا أن يومًا عند ربك كألف سنة مما تعدون.
٧ - عباد الله .. والدعاء لله والتضرع بين يديه معين على العبادة، والدعاء نفسه عبادة لله، كيف لا والله يقول:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} لقد عمد الصالحون وفي مقدمتهم الأنبياء إلى الدعاء وقالوا: {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}