للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما مؤلف الكتاب فيعرض في مقدمة الكتاب لعمق هذه الظاهرة المتهمة للأعمال الخيرية الإسلامية، وأبعادها والتخطيط لها، فيقول: لقد ولدت مشوهة بإسقاط مبكر، ورغم ذلك كانت قضية عملاقة تزداد يومًا بعد يوم وسنة بعد سنة، حتى تأكد أنها معركة طويلة الأجل، وأنها انطلقت من استراتيجيات وليست من طوارئ أو ردود فعل لأزمات طارئة، بل إنها مسبوقة بتخطيط ومتبوعة بقوة تنفيذ، وقد تعمدت التكرار في إبراز القوة الدينية والأصولية الأمريكية، والأدوار والأقوال المتطرفة لرجال الدين النصارى، كما أبرزت نمو وتكاثر المناهج والمدارس والجامعات الدينية في أمريكا وذلك في مواضع كثيرة من الكتاب لأهميتها في كشف حقيقة الحملة ودوافعها وأهدافها (المقدمة صـ ١٤، ١٥).

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (٣٢) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: ٣٢، ٣٣].

[الخطبة الثانية]

أيها الإخوة المؤمنون القطاع الخيري رئة يتنفس بها الخيرون وأصحاب الأموال، والمناشط الخيرية دوحة غناء، يستظل بظلها المحتاجون والفقراء .. ومن أعظم جرائم العصر أن توأد هذه النبتة المباركة، أو تجفف منابعها، ومن أبرز معالم الشقوة أن يقف الملأ لهذا النهر الجاري بالمرصاد، ومن المذل المخزي أن يستجيب الراشدون وأهل الإسلام لهذه الممارسات المستفزة، فيصدقوا التهمة بالإرهاب، ويتواروا خجلاً بأعطياتهم ومساعداتهم للمؤسسات الإسلامية والهيئات الإغاثية، أو يتحسسوا من متابعة حساباتهم أو كشف أرصدتهم وجوالاتهم، وهل في عرف دين أو حضارة أو قيم ومبادئ عالية أن يمنع عطاء فقير، أو علاج مريض، أو تنفيس مكروب؟ أو نحوها من أعمال الخير.

<<  <  ج: ص:  >  >>