للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفرح المشروع والمذموم (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلِّم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارْضَ اللهم عن أصحابه أجمعين والتابعين وَمَنْ تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا} (٢).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (٣).

عبادَ الله: وهذه الأيام، أيامُ أفراحٍ ومناسبات وزواجات ولقاءات، وإجازات وسفريات ونحوها ... وأفراحنا -معاشر المسلمين - لا تُحدُّ بزمان، ولا تُقيَّدُ بمكانٍ، فكلُّ فرحٍ مشروع لأي مسلم، هو فرحٌ لنا جميعًا، وأيُّ نازلةٍ تصيب أحدًا من المسلمين نألم لها جميعًا، ولا غرابة في هذا، فالمؤمنون إخوة، بل تتجاوز أفراحنا مسرح الحياة الدنيا لتتَّصل بالآخرة لمن وفَّقه اللهُ لعمل الصالحات، فهناك


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٤/ ٤/ ١٤٢٠.
(٢) سورة النساء: الآية ١.
(٣) سورة المائدة: الآية ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>