للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحُبور والسرور، والأُنس والنعيم المقيم، قال تعالى: {وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (١١) وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (١٢) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًا} (١).

أيها المسلمون: وتجري عوائد الناس في هذه الحياة بالفرح لشفاء مريض، أو عودة غائب، أو انفراج كربة عن مكروب، أو ولادة مولود، أو مناسبة زواج أو نجاحٍ أو ترقيةٍ أو نحو ذلك من أسباب الفرح، وهذا أمرٌ جِبلّيٌّ في بني الإنسان، وقد يُؤجر الإنسان على ذلك الفرح، وقد يأثم إذا جاوز الحدَّ المشروع، والمتأملُ في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يجد فيهما الفرح المشروع والممنوع، وما يؤمر به من الفرح وما ينهى عنه، ويجد ألوانًا من الفرح مختلفة في أسبابها ومختلفة كذلك في عواقبها، أجل إنّ فرح المؤمنين، غير فرح الكافرين، وغير فرح المنافقين .. وكل هذه الأفراح جاء القرآن الكريم مبينًا لها، وجاءت سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم مفصلة فيها.

عباد الله: أما أفراح المؤمنين فبنصر الله، وبفضله ورحمته، وبالهجرة والجهاد والدعوة في سبيله، وبالخير يقع لأحد من المسلمين؛ يقول تعالى: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (٤) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} (٢).

ويقول تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (١٦٩) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (٣).


(١) سورة الإنسان: الآية ١١ - ١٣.
(٢) سورة الروم: الآية ٤، ٥.
(٣) سورة آل عمران: الآية ١٦٩، ١٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>