للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقفات مع الزلزال المدمّر (١)

[الخطبة الأولى]

الحمد لله ربِّ العالمين، جعل الأرضَ قرارًا، وجعل خلالها أنهارًا، وجعل لها رواسي، وجعل بين البحرين حاجزًا، أإله مع الله! بل أكثرهم لا يعلمون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ومن آياته الليلُ والنهارُ والشمسُ والقمر، ومن السنة الإلهية والقدرات الربانية أن الشمس لا ينبغي لها أن تدرك القمر، ولا الليلُ سابق النهار، وكلٌّ في فلك يسبحون، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، أخبر الأمة عن الآيات البينات في الكون والأنفس والآفاق، فآمن المؤمنون وأبى المبطلون، اللهم صلِّ وسلم عليه، وعلى سائر أنبياء الله ورسله، وارضَ اللهم عن أصحابه أجمعين والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (٢).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (٣).

عباد الله: ومن تأمل أحوال الكونِ وما فيه من مخلوقات وموجوداتٍ أدرك عظمة الله وكمال قدرته، وتفرُّدَه بالربوبية والألوهية: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} (٤).


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٢٤/ ٥/ ١٤٢٠ هـ.
(٢) سورة النساء، الآية: ١.
(٣) سورة آل عمران، الآية: ١٠٢.
(٤) سورة النمل، الآية: ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>