للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن من الخطأ - معاشر المسلمين - أن نقصر الدعوة على وسائلَ محددةٍ، أو نخصَّ بها صنفًا من الناس، لا نجاوزها إلى غيرهم، ففي ذلك غمطٌ لحقوق الآخرين، وتحجيرٌ لواسع.

وإذا عُدّت وسائلُ الدعوة فينبغي أن تشمل كلّ جهدٍ خيرٍ نفع اللهُ بجهد صاحبه الإسلامَ والمسلمين. وينبغي أن يتسع مفهومُ الدعاةِ لكل داعيةٍ إلى الخير، مهما كان موقعُه وأيًا كانت وسيلته، ما دامت في إطار الشرع الحنيف، ولربما غاب عن أنظار الناس أشعثُ أغبر، لو أقسم على الله لأبره، ولكنه معدودٌ عند الله في طليعة الذين يأمرون بالقسط من الناس، وكم في ميدان الدعوة من جنودٍ مجهولين وهم من الأخفياء الأتقياء.

أيها المؤمنون: وأنتم مدعوون جميعًا لتكونوا من أنصار الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ} (١)، وبالإيمان والعمل الصالح يتحقق لكم الخير، وبالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف تكونون من المفلحين.


(١) سورة الصف، الآية: ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>