للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعركة المتجددة (١)

[الخطبة الأولى]

الحمد لله خلق الخلق لحكمةٍ جليلةٍ، وهو أعلم بمن خلق، وهو اللطيف الخبير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أحاط بكل شيءٍ علمًا، وجعل لكل شيءٍ قدرًا، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، بلّغ وأرشد، وحذَّر وأنذر، ومن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه، ومن ضل فإنما يضل عليها ... اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارضَ اللهم عن الصحابة أجمعين والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (٢).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (٣).

عبادَ الله: من طبائع الأمور أن يستعد المرءُ لعدوِّه المحارب له بكل وسيلةٍ ممكنة، ويَحْذَرَه على نفسه ومن تحت يده، ويودُّ لو استطاع دفعه عن إخوانه المسلمين، حتى ولو كلفه ذلك من جهده وماله ووقته، ويسعدُ إذا انتهك المعركةُ لصالحهِ وضد عدوِّه، لكن ما رأيكُم في معركةٍ، بل معارك يدور رحاها في كلّ يوم، بل وفي كل لحظةٍ، والعدوُّ فيها يتسلل إلى قلب الديار فيفسدُها، بل إلى أعماق البيوت فيحدث الخللَ فيها، بل يصيرُ إلى قلوب العباد، فيعكر صفوها ويضعف إيمانها. وربما قطع صلتها بخالقها.


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ١/ ١٢/ ١٤٢١ هـ.
(٢) سورة آل عمران، الآية: ١٠٢.
(٣) سورة المائدة، الآية: ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>