للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بين عالميتنا وعولمتهم (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (٢)، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (٣)، {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (٤).

أيها المسلمون: العولمة، والنظامُ العالمي الجديد، مصطلحاتٌ صُدِّرَتْ لنا بمفاهيم فكريةٍ، وأنماطٍ سلوكيةٍ معينة، حددها غيرُنا، وأريدُ لنا أن نلبسَ لبوسَها، ونسيرَ في ركابِ مهندسيها، وقبل أن نتحدث عن هذه العولمةِ الغازيةِ ... لا بد من العلم والتأكيد بأننا نحن المسلمين عالميون برسالتنا وتعاليم ديننا، وببعثةِ النبيِّ العالمي الخاتم إلينا ... وإن قَصُرت هممنا، أو قعدت بنا سلوكياتُنا عن إطار العالميةِ الإسلامية المنشودة.

أجل إن كتابنا ذكرٌ للعالمين: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ} (٥)، {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} (٦)، ونبينا محمدٌ صلى الله عليه وسلم رحمةٌ للعالمين {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٢٥/ ١٢/ ١٤٢٠ هـ.
(٢) سورة النساء، الآية: ١.
(٣) سورة الحجرات، الآية: ١٣.
(٤) سورة الزمر، الآية: ١٠.
(٥) سورة الأنبياء، الآية: ١٠٤.
(٦) سورة الأنعام، الآية: ٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>