للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِلْعَالَمِينَ} (١)، ورسالتُه للناس كافة: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} (٢).

وفي إطار تعاليم ديننا تتحقق الأخوة للأسود والأحمر، والغني والفقير، والرئيس والمرؤوس، والذكر والأنثى، والصغير والكبير ... ولكن بشرط الإيمان الحق: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (٣).

بل وفي ظل مفاهيم الإيمان والإسلام نتجاوز القرون، وتتشكل عالميتُنا عبر الأمم السابقةِ واللاحقة ويجمعنا ربُّنا بقوله: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} (٤)، {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} (٥).

أجل، إننا معاشرَ المسلمين، كُنا - يوم أن كنا نموذجًا حقًا لإسلامنا - روادَ منهج عالمي فائق، واليومَ بمقدورنا إذا عُدنا لأصالتنا أن نكون كذلك، فلئن غاب الرواد فما زال المنهجُ حاضرًا ... ولئن عفونا فترةً فبإمكاننا أن نستيقظ على هجمات الغُزاةِ المتسللين.

عبادَ الله: وما من دينٍ على وجه الأرض اليوم يستطيع أن يستوعب البشرية، ويحققَ لها العدلَ والرقي والأمن والسلام ... سوى ديننا دين الإسلام. وإذا ما لاح في الأفق قياداتٌ فاجرة، أو مِللٌ ونحلٌ فاسدة، أو أيدلوجيات غريبة ... فليس العيبُ في الإسلام حين يغيب عن معترك الحياة، أو يُغيَّبُ عن التوجيه والقيادة، وإنما العيبُ في المنتسبين للإسلام.

لقد سعدت البشريةُ بالإسلام حينًا من الدهر، وأحسَّ غيرُ المسلمين بعدالة الإسلام، واعترف النصارى بخيريةِ عمامةِ المسلمين على تاج البابوية، وقالها


(١) سورة الأنبياء، الآية: ١٠٧.
(٢) سورة سبأ، الآية: ٢٨.
(٣) سورة الحجرات، الآية: ١٠.
(٤) سورة الأنبياء، الآية: ٩٢.
(٥) سورة المؤمنون، الآية: ٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>