للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١) من مظاهر الإسراف في حياتنا (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر النبيين وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أيها الناس! اتقوا الله واخشوا يومًا ترجعون فيه إلى الله، ثم توفى كل نفس بما كسبتما وهم لا يظلمون.

{ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} (٢)

{ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} (٣).

عباد الله! حديثي إليكم اليوم عن موضوع نشترك جميعًا في كُرهه، ونشارك معًا في بقائه، نعترف فيه بخطئنا، وتغلبنا عليه عوائدنا وشهواتنا، يُمارس الخطأ فيه من قبل الرجال والنساء والفقراء والأغنياء، وتسري آثاره في الحضر والبوادي، نزاوله ونحق له كارهون، وننتقده ونحن له فاعلون؟ ! ينهى عنه ديننا، وتعجُّ به دنيانا، نحمل أثقاله على كواهلنا، ونظل بعده في حيرة وقلق مما صنعنا؟


(١) ألقيت هذه الخطبة في يوم الجمعة الموافق ٢٨/ ٣/ ١٤١٨ هـ.
(٢) سورة آل عمران، آية: ١٠٢.
(٣) سورة التوبة، الآية: ١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>