إخوة الإسلام قضى ربنا ألا يعبد إلا هو {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} وحكم أن الدين الحق هو الإسلام {ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}.
وما من أحد إلا وهو متخذ إلهًا حقًا كان أم باطلاً، فالمسلمون يتخذون من الإله الحق معبودًا لهم يعظمونه ويطيعونه ويتوكلون عليه وينيبون إليه {ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير} وغير المسلمين يعظمون آلهة ما أنزل الله بها من سلطان {ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانًا وما ليس لهم به علم وما للظالمين من نصير}[الحج: ٧١].
تتعدد الآلهة عند هؤلاء ويتعدد الشركاء .. وكلهم يشرعون ما لم يأذن به الله، والذين يتخذون أهواءهم آلهة من دون الله فأولئك ختم على قلوبهم وأسماعهم وجعل على أبصارهم غشاوة .. وإن خيل للناس أنهم يبصرون، وهم مرضى قلوب وإن كانوا أصحاء الأجساد {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}[الجاثية: ٢٣].
عباد الله الحديث هنا ليس حديثًا عن الكافرين وضلالهم وعاقبتهم وجزائهم، ولكنه حديث موجه للمسلمين الذين يعترفون بالعبودية لله رب العالمين، والذين
(١) ألقيت هذه الخطبة في ١٠/ ١/ ١٤٢٧ هـ، وأعيدت في ٨/ ١٠/ ١٤٣١ هـ