للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يدركون قيمة الحياة والهدف من الوجود، وهو باختصار مجمل في قوله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} وفي قوله تعالى {خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً} وليس الحديث كذلك عن معنى العبادة وتفصيلاتها .. ولكنه حديث عن الأمور التي تعين العبد على العبادة والطاعة فما هي الأمور المعنية للمسلم على العبادة - والحديث عن هذا يطيب في كل زمان .. ولكن الحاجة تشتد إليه كلما اشتدت الأحوال وتعاظمت الفتن، وكثر التفلت من الدين، واستسلم الناس للأهواء، وانقادوا للشهوات، وضعفت العبادة:

١ - الاستعانة بالله .. فلا حول للعبد ولا قوة له إلا بالله، وصلاح العبد في ركونه إلى الله، واعتماده عليه وطلب العون منه، وهلاكه وفساد حاله في الاستعانة بما سواه ومن أعانة الله فهو العبد الموفق، ومن خذله الله وأهانه فما له من ناصر أو مكرم.

ألا وإنه جدير بمن يقف بين يدي الله مصليًا أن يتذكر معنى ما يقوله في كل ركعة {إياك نعبد وإياك نستعين} يقول ابن رجب رحمه الله «فالعبد محتاج إلى الاستعانة بالله في فعل المأمورات وترك المحظورات والصبر على المقدورات كلها، في الدنيا وعند الموت وبعده من أهوال البرزخ ويوم القيامة فمن حقق الاستعانة عليه في ذلك كله أعانه .. ومن ترك الاستعانة بالله واستعان بغيره وكله الله إلى من استعان به فصار مخزولاً» (١).

أخي المسلم هل تعلم أن الدين نصفه استعانة، وفي هذا يقول ابن القيم رحمه الله: «التوكل نصف الدين والنصف الثاني الإنابة، فإن الدين استعانة وعبادة، فالتوكل هو الاستعانة، والإنابة هي العبادة» (٢).


(١) (جامع العلوم والحكم ١٩٢، ١٩٣ عن مجلة البيان، مقال فيصل البغدادي/ رمضان ١٤٢٦ هـ)
(٢) (مدارج السالكين ٢/ ١١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>