للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية.]

الحمد لله ربِّ العالمين، أحمده تعالى على نعمه التي لا تعد ولا تحصى وأشكره وهو أهل الفضل والثناء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء.

عباد الله! لقد أثنى الله على الموفين بعقودهم وعهودهم ووعدهم بجنات عدن فقال تعالى: {الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق * والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب * والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرأون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار} (١).

وفي المقابل حذّر من نقض العهود، ورتب الخسران عليها، واللعنة وسوء الدار فقال تعالى: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون} (٢).

وقال في الآية الأخرى: {والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار} (٣).

أيها المؤمنون! من الأمور التي تساهل بها كثير من الناس الديون والقروض (أيا كانت هذه ما دامت مباحة)، فتراهم يتسامحون في الاستدانة والاستقراض، ويتساهلون في الأداء والوفاء، وقد جاءت نصوص الشريعة محذرة، من التلاعب والتهاون بحقوق الغير.


(١) سورة الرعد، الآيات: ٢٠ - ٢٤.
(٢) سورة البقرة، الآية ٢٧.
(٣) سورة الرعد، الآية ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>