للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية]

الحمد لله القائل: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون} (١) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلق الخلق لعبادته، وشرع لهم من الدين أحسنه وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وخيرته من خلقه، ما زال يوصي أمته ويقول: «صلوا كما رأيتموني أصلي» رواه البخاري. وحذر من إضاعة الصلاة والتهاون بها، وهو القائل: «ورب مصل لا خلاق له عند الله تعالى» (٢) اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين.

أيها المؤمنون من الأخطاء الشائعة مسابقة الإمام بالركوع أو الرفع منه أو السجود أو السلام أو نحو ذلك، ويكفي لذلك ردعًا أن يعي المصلي قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار، أو يجعل الله صورته صورة حمار» (٣).

وهناك خطأ آخر ألا وهو التأخر عن الإمام، أو الموافقة له في القيام والقعود أو الركوع والسجود، والسنة المتابعة للإمام، فإنما جعل الإمام ليؤتم به، وها كم صورة جلية للمتابعة المشروعة، يقوله البراء بن عازب رضي الله عنه: أنا خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فكان إذا انحط من قيامه للسجود لا يحني أحدٌ منا ظهره حتى يضع رسول الله صلى الله عليه وسلم جبهته على الأرض (٤). ورأى ابن مسعود رضي الله عنه رجلاً يسابق إمامه فقالت: لا وحدك صليت ولا أنت بإمامك اقتديت (٥).


(١) سورة النور، الآية: ٥٦.
(٢) صحيح الجامع الصغير، وعزاه إلى الحكيم وحسن سنده ٢/ ٣٥٣.
(٣) متفق عليه، صحيح الترغيب ١/ ٢٠٨ وفيه مزيد تعليق.
(٤) متفق عليه.
(٥) ابن حميد الخطب ٢/ ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>