للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإيدز .. الشبح المخيف (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وعلى آله المؤمنين، وارض اللهم عن أصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

فأما بعد: فأوصي نفسي وإياكم معاشر المسلمين بتقوى الله، فتلك وصية الله للأولين والآخرين {ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله}.

أيها المسلمون .. قضت سنة الله تعالى أن الأمم لا تفنى ولا تُدمَّر والديار تُنهى، إلا حين تسقط الهمم، وتستسلم الشعوب لشهواتها، فتتحول الأهداف من مثل عليا إلى شهوات دنيئة، فتسود فيها الرذائل وتنتشر الفواحش، وتفتك بها الأمراض الخبيثة، فلا تلبث أن تتلاشى وتضمحل، وتصيبها السنة الإلهية في التدمير {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا} (٢).

ولقد قصَّ الله علينا من أنباء السابقين ما فيه عظة وزجر للآخرين، ونشهد اليوم من أحوال الزائغين التائهين ما يؤكد العبرة عبر القرون. أجل لقد حاق العذاب


(١) ألقيت هذه الخطبة في يوم الجمعة الموافق ١٨/ ٧/ ١٤١٧ هـ.
(٢) سورة الإسراء، الآية: ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>