للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حراسة الفضيلة (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده اللهُ فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.

أيها المسلمون: المجتمعُ الفاضلُ هو الذي يحرسُ الفضيلةَ، ويُحاصر الرذيلةَ، والنبلاءُ والفضلاءُ - من الرجال والنساء - هم الذين يُنصِّبون أنفسَهم دعاةً للفضيلةِ، ويقاومون أسبابَ التَّفَسُّخ والتهتكِ والانحطاط الخُلقُي بكافة صورِه وأشكالهِ، ويفضحون رموزَ الفسادِ والانحلال، ويحذِّرون الأمةَ من آثارهم.

وما فتئَ العلماءُ والدعاةُ والمحتسِبون - قديمًا وحديثًا - يقومون بدورهم في بناءِ الأخلاقِ الفاضلةِ، والدعوة لها، ويحاربون الفسادَ، ويكشفون أوكارَ المفسدين والمبطلين، وتلك سنةٌ ماضية، فالأنبياءُ عليهم السلام دعاةٌ للفضيلة، وأعداؤهم يَعِيبونهم ويتهمونهم، بل ويحاربونهم على حراستها {أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} (٢)، ومنذ زمنٍ والأمة المسلمة مُبتلاةٌ بانحسار الفضيلةِ وانحطاطِ الأخلاق، وسَرَيان دعواتِ الانحلال والإباحيةِ، وفي مراحل


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٩/ ١/ ١٤٢١ هـ.
(٢) سورة الأعراف، الآية: ٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>