للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية]

الحمد لله رب العالمين غافر الذنب وقابل التوبة شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو.

أحمده تعالى، وأشكره، وأثني عليه الخير كله، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وخيرته من خلقه .. اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأر ض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

إخوة الإسلام بقي أن تعلموا علامات التوبة النصوح، فقد قال سفيان الثوري يرحمه الله: علامة التوبة النصوح أربع: القلة، والعلة، والذلة، والغربة.

وقال ذو النون: علامتها ثلاث: قلة الكلام، وقلة الطعام، وقلة المنام، وقال شقيق: أن يكثر صاحبها لنفسه الملامة، ولا ينفك من الندامة، لينجو من آفاتها بالسلامة.

وقال السقطي: لا تصلح التوبة النصوح إلا بنصيحة النفس والمؤمنين لأن من صحت توبته أحب أن يكون الناس مثله (١).

يا أخا الإسلام وأينا معاشر البشر لا يخطئ، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) وأينا الذي ينفك عن ذنب أو عن عدد من الذنوب هو أدرى بها من غيره .. وإذا كان الأمر كذلك فإنني أدعو نفسي وأدعوكم معاشر المسلمين لتجديد التوبة مع الله في هذا الشهر الكريم، فهو فرصة للتوبة الصادقة النصوح، وهو معين على فعل الطاعات المكفرة لما


(١) انظر تفسير القرطبي ١٨/ ١٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>