للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سلف من الذنوب، وأرشد نفسي وإياك إلى وسيلة من وسائل التوبة والاستغفار- علمًا بأن التوبة لا تنحصر في أسلوب واحد معين- فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من رجل يذنب ذنبًا فيتوضأ فيحسن الوضوء ثم يصلي ركعتين فيستغفر الله عز وجل إلا غفر له» (١)، وقال الحافظ ابن كثير معلقًا عليه: ويتأكد الوضوء وصلاة ركعتين عند التوبة (٢).

ولا شهر أخا الإسلام أن للوضوء والصلاة أثرًا في تكفير الخطايا والسيئات، وإليك الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه مطولاً في قصة إسلام عمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنه وقد جاء في الوضوء أن عمرًا قال: يا نبي الله فالوضوء حدثني عنه قال: ما منكم وجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فينتثر إلا خرجت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه، ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا خرجت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرجت خطايا يديه من أنامله مع الماء، ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرجت خطايا رجليه من أنامله مع الماء، فإن هو قام فصلى فحمد الله وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل وفرغ قلبه لله إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه .. » (٣).

فهل يعجز أحدنا أن يصنع ذلك كلما ارتكب خطيئة .. بل ولو لم يكن له خطيئة عسى الله أن يرحمه ويغفو له.

وثمة دعاء والاستغفار يحسن التذكير به بشكل عام وحال الخطيئة وعند التوبة


(١) حديث حسن أخرجه الأمام أحمد وأهل السنن.
(٢) تفسير ابن كثير ٢/ ١٠٤، والمتجر الرابح/ ٤٩٧.
(٣) صحيح مسلم ١/ ٥٧٠، ٥٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>