للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية]

الحمد لله رب العالمين خلق فسوى وقدر فهدى، وأشهد أن لا إله إلا الله في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وخيرته من خلقه- اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء.

أيها المؤمنون ربما تساءل البعض وبماذا يقع التطير وما أكثر ما يتطير منه قديمًا وحديثًا؟ ولئن كانت الطيرة تختلف باختلاف الزمان والمكان والأشخاص، فمما يقع من التطير:

١ - الطيور كالغراب والأخيل، والبومة بشكل أخص، وهي التي جاء ذكرها في الحديث باسم (الهامة) قال عليه الصلاة والسلام: «لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر» (١).

قال ابن الأعرابي: كانوا يتشاءمون بها إذا وقعت على بيت أحدهم يقول نعت إليَّ نفسي أو أحدًا من أهل داري، ومعنى الحديث السابق لا شؤم بالبومة ونحوها (٢).

٢ - الشهور: وخاصة صفر .. إذ كان أهل الجاهلية يتشاءمون بصفر ويقولون إنه شهرٌ مشؤوم، وربما امتنعوا عن النكاح فيه، قاله ابن رجب: وكثيرٌ من الجهال يتشاءم بصفر، وربما ينتهي عن السفر فيه، والتشاؤم فيه هو من جنس الطيرة المنهي عنها (٣).


(١) متفق عليه.
(٢) (الفتح ١٠/ ٢٤١، الطيرة والفأل .. الجاسم ص ٢٠).
(٣) تيسير العزيز الحميد ص ٣٨٠، الطيرة والفأل في الكتاب والسنة ص ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>