للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المحاسبة لماذا وكيف؟ (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره.

إخوة الإسلام قوارع الحقِّ تصكُّ أسماعنا صباح مساء فهل من مجيب؟ والنفس الأمارة بالسوء تحاول أن تردي أصحابها فهل من وقفة ومحاسبة؟

{يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية} [الحاقة: ١٨].

هكذا يكون العرض، وكذلك تكون الدقة في المحاسبة.

{ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا وليتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرًا ولا يظلم ربك أحدًا} [الكهف: ٤٩].

قف واسأل نفسك

يا أخا الإسلام ماذا أعددت لهذا اليوم، وكيف تتقيه اليوم؟ وفي ديوان الشعراء (أبي العتاهية):

أأخي إن أمامنا كربًا لها شغب وإن أمامنا أهوالا

أأخي إن الدار مدبرة ... وإن كنا نرى إقبالها إدبارا

قال العالمون (الماوردي) إن على الإنسان أن يتصفح في ليلة ما صدر من أفعال نهاره، فإن كان محمودًا أمضاه وأتبعه ما شاكله وضاهاه، وإن كان مذمومًا استدركه إن أمكن وانتهى عن مثله في المستقبل (٢).

وقال آخر: أضر ما على المكلف الإهمال وترك المحاسبة والاسترسال


(١) ألقيت هذه الخطبة في ٢٩/ ٥/ ١٤٢٥ هـ
(٢) (أدب الدنيا والدين/ ٣٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>