للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من كلام النبوة الأولى (١)

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره .....

عباد الله، اتقوا الله واخشوا يومًا ترجعون فيه إلى الله.

إخوة الإيمان وطالما اعتاد كثير من الناس مقولة (استح يا فلان) وهي كلمة تقال لمن خالف شرع الله، أو وقع في شيء من محارمه، أو استهتر في شيء من الواجبات، وقلل الأدب مع خلق الله بأي شكل من الأشكال، والحق أنها كلمة ذات ولها معنى ولها مغزى، وشيوع الكلمة وكثرة إطلاقها دليل الغيرة، وعلامة الوعي، وهي أسلوب من أساليب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تصلح لفئة من الناس لم تُجْدَ معها الوسائل الأخرى، وبلغ بها الاستهتار بالمعاصي إلى حد المجاهرة بها دون خوف من الله، واستحياء من خلقه، وبلغ بها الاستهتار بحقوق الخلق إلى حد يضطر الناس معه إلى أن يقولوا استح يا فلان، ومع أهمية الحياء وحاجتنا إليه إلا أننا أحيانًا نجهل معنى الحياء، وربما فات على بعضنا الفرق بين الحياء الشرعي وغير الشرعي، أو فات علينا معرفة قيمة الحياء.

وكلنا محتاج إلى معرفة الأسباب المؤدية للحياء الشرعي، والأسباب المساعدة على فشو قلة الحياء .. هذه وغيرها، معاشر المسلمين، مما يتعلق بالحياء أمور تمس الحاجة إليها في سبيل طاعتنا لخالقنا وحسن علاقتنا بإخواننا.

وسأقف معكم في هذه الخطبة معرفًا بالحياء، وموضحًا ما يلتبس الأمر فيه، وعسى أن يكون فيها عبرة وعظة للمتحدث والسامع، إنه لسميع الدعاء.


(١) ٥/ ٣/ ١٤١٥ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>