للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نذر الكوارث والمعاصي (١)

[الخطبة الأولى]

الحمد لله ربّ العالمين، {جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} (٢)، {جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٦٤) هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (٣).

وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (٤)، يخوّف عباده بآياته ونذره، وهو القائل في محكم تنزيله: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} (٥).

وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، كان أزكى البرية وأتقاها، وكان أخوف الناس لربه، وأكثرهم تضرعًا له، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (٦).


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ١٥/ ١٠/ ١٤٢٠ هـ.
(٢) سورة الفرقان، الآية: ٦٢.
(٣) سورة غافر، الآية: ٦٤.
(٤) سورة الزمر، الآية: ٦٧.
(٥) سورة الإسراء، الآية: ١٧.
(٦) سورة الحشر، الآية: ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>