للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القرآن في غوانتناموا .. تدنيس أم تكريس؟ (١)

[الخطبة الأولى]

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أوحى إليه ربه بشأن القرآن وأنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون.

أيها الإخوة المؤمنون نزل الوحي من السماء معظمًا، وكان الوحي عماد شريعة الأنبياء، كانت صحف إبراهيم وموسى، وكان التوراة والإنجيل، والزبور، ثم كان القرآن فرقانًا ومهيمنًا ومصدقًا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنًا عليه {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [المائدة: ٤٨].

واندرست الكتب السماوية وبقي القرآن الكريم محفوظًا عليًا {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ (٢١) فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ} {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.

أجل إن حفظ القرآن معجزة لمحمد صلى الله عليه وسلم، ودليل على أن الإسلام رسالة الله الأخيرة للبشر ..

بالقرآن حفظت أخبار الأنبياء ودعوتهم وأخبارهم مع أقوامهم، وبالقرآن


(١) ألقيت هذه الخطبة في ١٢/ ٤/ ١٤٢٦ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>