للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من هدي المرسلين (١)

[الخطبة الأولى]

الحمد لله رب العالمين خلق فسوى وقدر فهدى، وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا .. وهو وحده الذي يخرج المرعى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده .. كما يحيي الأرض بوابل السماء يحيي قلوب العباد يهدي المرسلين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أنار الله به- وبإخوانه المرسلين- قلوبًا عميًا، وفتح به آذانًا صمًا .. اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر النبيين والمرسلين .. ورضي الله عن الصحابة أجمعين ..

أيها الإخوة المؤمنين من أصول الإيمان التصديق الجازم بالرسل والرسالات التي أنزلها الله، ومن معتقد أهل السنة والجماعة الإيمان بالأنبياء والمرسلين الذين بعثهم الله يعلمون الناس الخير ويدعونهم للتوحيد ويحذرونهم من الشرك والفساد {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ .. } [البقرة: ٢٨٥].

فضل الله الرسل بعضهم على بعض، وأثنى عليهم جميعًا حيث بلغوا الرسالة وخافوا الله: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللَّهَ} [الأحزاب: ٣٩].

واختارهم الله للنبوة والرسالة {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ} وهو أعلم حيث يجعل رسالته .. فإن هلاك الأمم بسبب تكذيب هؤلاء المرسلين فهذا صالح- عليه السلام- يقول الله عنه {فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ


(١) ألقيت هذه الخطبة في ٢٠/ ٥/ ١٤٣٠ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>