وعن شعيب عليه السلام يقول الله:{فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ}[الأعراف: ٩٣].
ومن أنكر شيئًا مما أنزل الله على رسله فهو كافر:{وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلًا بَعِيدًا}[النساء: ١٣٦].
إخوة الإسلام- إذا كان هذا معتقد أهل السنة والجماعة- في الأنبياء والمرسلين، فثمة اعتقاد منحرف حين قرر غلاة الروافض تفضيل أئمتهم على الأنبياء، وقد غدا هذا المذهب أصلًا من أصول (الاثنى عشرية) قرروه في كتبه وتناقلته أئمتهم- جيلًا بعد جيل- فقد عقد المجلس (في بحار الأنوار) بابًا بعنوان: باب تفضيل الأئمة- عليهم السلام- على الأنبياء وعلى جميع الخلق، وأخذ ميثاقهم عنهم وعن الملائكة وعن سائر الخلق .. ) (١).
ويقرر شيخ الرافضة ابن بابويه في اعتقاداته التي تسمى (دين الشيعة الإمامية) هذا المبدأ عندهم حيث يقول: يجب أن يعتقد أن الله عز وجل لم يخلق خلقًا أفضل من محمد صلى الله عليه وسلم والأئمة- وأنهم أحب الخلق إلى الله عز وجل وأكرمهم وأولهم إقرارًا به لما أخذ الله ميثاق النبيين في الذر .. ) ثم عقب المجلس على هذا النص بقوله: واعلم أن ما ذكره ابن بابويه رحمه الله من فضل نبينا وأئمتنا على جميع المخلوقات، وكون أئمتنا أفضل من سائر الأنبياء هو الذي لا يرتاب فيه من تتبع أخبارهم على وجه الإذعان واليقين .. والأخبار في ذلك أكثر من أن