للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدين الحقّ ودعوى وحدة الأديان (١)

[الخطبة الأولى]

الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لم يتخذْ ولدًا ولم يكن له شريكٌ في الملك ولم يكن له وليٌّ من الذلِّ وكبِّره تكبيرًا.

وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، أنزل عليه الكتاب ولم يجعل له عوجًا، بعثه برسالة الإسلام، وختم به النبوات، وانقطع بموته الوحيُ من السماء، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (٢).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (٣).

عباد الله: وبين آونةٍ وأخرى يَردُ الحديثُ عن صراع الحضارات، ويردُ أكثر عن حوار الحضارات، كما يرد الحديثُ ويتجدد - منذُ زمنٍ - عن تقارب الأديانِ ووحدتِها، وربما أطلق البعضُ أن لا فرقَ بين أصحابِ المللِ والأديانِ - ما داموا يؤمنون بالله - ولو اختلفت شرائعُهم، أو اختلفوا في إتباع أنبيائهم، إلى غير ذلك من طروحات ومفاهيم يُلبَسُ فيها الحقُّ بالباطل، وربما أحدثت خللًا أو شكًا في المعتقد الصحيح، ولرفع اللبس وبيان الحقّ، وكشفِ الباطل وتجلية


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٢٠/ ٧/ ١٤٢٠ هـ.
(٢) سورة النساء، الآية: ١.
(٣) سورة آل عمران، الآية: ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>