للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢١/ ٨/ ١٤٢٤ هـ

حصار القطاع الخيري لمصلحة من؟ (*)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره

إخوة الإسلام ديننا دين المحبة والرحمة والإحسان، وأخلاقنا وبذلنا للمحتاج يتجاوز الإنسان إلى الحيوان «في كل كبد رطبة أجر». بل يتجاوز المسلمين إلى الكفار؛ لتأليفهم ودعوتهم للإسلام {والمؤلفة قلوبهم}، مصرف من مصارف الزكاة.

ومنذ شع نور الإسلام ونزل القرآن داعيًا للبر والإحسان والنفقة والصدقة، وبساط المسغبة يطوى، ويباشر الفرحة وتعلو وجوه اليتامى والأيامى والأرامل والمحتاجين، فلا ييأس محتاج، ولا يتلوى جائع، ولا يقتل الهم والغم مدينًا أو معسرًا.

بل مرت في تاريخنا الإسلامي فترات كان يطاف بالصدقات والزكوات فلا تجد لها آخذًا، إذ استغنى الناس بما يعطون من حقوقهم وأعطياتهم.

وفي تاريخنا المعاصر، ورغم النكبات والجوائح، وكثرة الرزايا والضحايا، وانتشار الفقر، واتساع مساحة الجهل، إلا أن العمل الخيري بمؤسساته وهيآته المختلفة كان نقطة ضوء وإشعاع خير وسط هذا الظلم والظلام الدامس، أجل لقد كان العمل الخيري الإسلامي هو كف الرحمة التي امتدت على كل أرض وتجوب كل قطر، تمسح دموع اليتامى، وتبدد أحزان الثكالى، وتقتلع مآسي الأرامل، وترعى الأطفال، وتعلم الجهلة وتنقذ الغرقى في أتون الشرك والوثنية، أو براثن الخرافة والبدعة، وكانت هذه المؤسسات الخيرية واسطة خير، ومستشارًا ناصحًا لرجال المال والأعمال، إذ تتكفل بإيصال نفقاتهم إلى المحتاجين، وتسهم في تحقيق الخيرية نيابة عنهم.


(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: ليست هذه الخطبة في المطبوع، وهي في أصل الكتاب الوارد عن المؤلف

<<  <  ج: ص:  >  >>