لا يقال ذلك عاطفة ولا تخرصًا .. ولا وهمًا ولا ادعاء بل إن لغة الأرقام تكشف عن إحصاءات، وإن تطلعنا إلى المزيد منها فهي تسر الصديق وتغيظ الأعداء، وعلى سبيل المثال لا الحصر بلغت قيمة نفقات بعض المؤسسات الخيرية الإسلامية وفي مدة محدودة كما يلي: بناء المساجد بلغت تكاليفها مائة وستة وعشرين مليون دولار، المشاريع التعليمية وبلغت تكاليفها مائة وثلاثة وثلاثين مليون دولار، المنح الدراسية بلغت أكثر من خمسة وأربعين مليون دولار، الإغاثة الفردية تكاليفها مائتان وخمسة وثمانون ملون دولار، المخيمات الطبية أكثر من ستة وعشرين مليون دولار، آبار ومياه شرب ستة وثلاثون مليون دولار، وجبات إفطار صائم أكثر من ستة وأربعين مليون دولار، كفالة الأيتام بلغت تكاليفها تسعة وأربعين مليون دولار، أما المراكز الاجتماعية (غير التعليمية) فقد بلغت تكاليفها أكثر من ثلاثة وستين مليون دولار.
وبالجملة فقد زادت تكاليف هذه المشاريع وغيرها عن ثمانمائة وثلاثة وستين مليون دولار، (د. محمد السلومي القطاع الخيري ودعاوى الإرهاب صـ ٥٨٥).
إخوة الإيمان ما جرم من يتعرض لهذا الخير المتدفق، وكيف الحال إذا تعرض لهذه المسيرة الحضارية من يزعمون أنهم رعاة حقوق الإنسان، ورواد الحضارة وحماة العدل في هذا الزمان؟
لقد كشف المخبوء، وتعرت القيم، وانكشف عوار المجرمين، وأحيطت هذه المؤسسات الخيرية بسياج من الحصار، واتهمت زورًا وبهتانًا بالإرهاب، وإذا قدر لهذا الحصار الظالم أن ينجح فستكون الكارثة بأهل الأرض فادحة كم ستكون الصدمة؟ وأي شقاء سيحل بالبشرية إذا حيل بينها وبين هذا الخير؟ والعالمون وغير العالمين يدركون كم هي بعيدة هذه الأعمال الإغاثية عن الإرهاب المزعوم.
وهنا يقال كم تصدم البشرية بمخرجات هذه الحضارة النكرة، التي لم يقتصر نكرها على شعوبها البعيدة عن هدي القرآن، بل تحاول أن يكون النكر سمة لهذا الكون، وخاصة لأهل الإسلام.