للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية]

الحمد لله ربِّ العالمين، أرسل رسوله بالهدى ودين الحقِّ ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الأمرُ أمرُه، والحكم إليه {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (١)، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، حذّر أمته من الفتن وأخبر أن أخوف ما يخاف على أمته المنافق العليم اللسان.

اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين.

إخوة الإيمان: إن أنصار المرأة حقًا هم الذين يطالبون باستيفاء المرأة حقَّها في العلاج، وذلك بتوفير مستشفيات ومراكز صحية أو عيادات بطاقم نسائي متكامل يتعامل مع المرأة في الإدارة، والتمريض والتطبيب والصيدلة وغيرها من إجراء العمليات القادرة عليها النساء، وذلك كلُّه مذهبٌ للحرج الذي تجده - أحيانًا - بعضُ النساء جراء معاملة الرجال لهن ... إنها دعوةٌ للمسئولين وللقادرين من رجالات الأعمال لتوفير هذا النوع من المستشفيات خدمةً للمرأة، وحفاظًا على حرمات الأمة.

وأنصار المرأة حقًا هم الذين يطالبون بمزيد من العناية بتعليم المرأة، وذلك بصياغة مناهج تخص المرأة وتلبي مطالبها - التي فطرها اللهُ عليها - وتفي بحاجتها وتتفق ومع ما يُراد للمرأة مستقبلًا، إن إشراك الفتاةِ مع الفتى في مناهج معينةٍ لا تخدمها ولا تحتاج إليها، هدرٌ ينبغي أن يستعاض عنه بأمور تصلح للمرأة وتتفق مع مهمتها الأساسية في الحياة، ومن المناهج إلى المعلمين، فلماذا نحتاج إلى رجل يعلم المرأة عبر الشاشة، ولماذا نحتاج إلى إداريين


(١) سورة آل عمران، الآية: ٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>