للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عناصر القوة للمسلم (١)

[الخطبة الأولى]

الحمد لله جلَّ في علاه، له الأسماءُ الحسنى والصفاتُ العلى، هو الأول والآخرُ والظاهر والباطن، وهو بكل شيء عليم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يعلم خائنةَ الأعينِ وما تخفي الصدور، ما من دابةٍ في الأرض إلا هو آخذٌ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله وخيرتُه من خلقه، اللهم صلِّ وسلِّم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارضَ اللهم عن أصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلِّم تسليمًا كثيرًا.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (٢).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (٣).

أيها المسلمون: هناك حقيقة يؤكدها القرآنُ الكريم في أكثر من موضع، ويشهد بها واقعُ الناسِ في كل زمان ومكان، ألا وهي: كثرةُ الخبيث في الأرض، وزيادة أعداد المفسدين، وندرةُ الإيمان، وقلةُ المؤمنين.

يقول تعالى: {قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ} (٤) ويقول جلّ ذكره: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} (٥)، ويقول:


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٨/ ٨/ ١٤١٩ هـ.
(٢) سورة التوبة، الآية: ١١٩.
(٣) سورة الحشر، الآية: ١٨.
(٤) سورة المائدة، الآية: ١٠٠.
(٥) سورة يوسف، الآية: ١٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>