للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[نابتة القرآنية]

[الخطبة الأولى]

أيها المسلمون ونبتت نابتة أخرى في بلاد المسلمين ترى التشكيك في كتب السنة، وربما أنكر أو شكك بعضهم بأحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وربما بلغت الجرأة ببعضهم أن يقول: نحن بشر ومحمد بشر فما وجدنا في كتاب الله قبلناه، وما وجدنا في السنة قبلنا ما تحتمله العقول وأنكرنا ما عداه؟ وأيَّ عقل نرتضيه، ومن ذا الذي يُقدم بين يدي الله ورسوله؟

وهؤلاء مصدر خطر على وحدة الأمة واعتصامها بالكتاب والسنة، وهم سبب في فرقة الأمة وانشطارها، ومكمن خطر في حاضر الأيام ومستقبلها وأنى لهذه الأفكار أن تروج عند المسلمين الذين يعتقدون بأن السنة رديفة القرآن، وهي إحدى الوحيين، وصاحبها عليه الصلاة والسلام هو القائل: «ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه» (١). والحق تبارك وتعالى يقول: {من يطع الرسول فقد أطاع الله} [النساء: ٨٠].

ويقول: {وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} [الحشر: ٧]، وفي آية ثالثة: {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضًا} [النور: ٦٣].

والمعنى كما قيل: لا تجعلوا دعاء الرسول إذا دعاكم لأمر أو نهي كدعاء بعضكم بعضًا تجيبون إذا شئتم وتمتنعون إذا شئتم (٢).

والسنة شارحة للقرآن ومبيِّنة لمجمله والله تعالى يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وأنزلنا إليك


(١) رواه الترمذي وحسنه (شرح السنة ١/ ٢٠١).
(٢) (شرح السنة ١/ ١٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>