الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إمام المتقين وسيد ولد آدم أجمعين، اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين.
عباد الله! لا يقف تعصب اليهود والنصارى لعقائدهم المحرفة عند حدود التصريحات المجردة، بل جاوزوه إلى العمل بما يعتقدون، وسأسوق لكم نماذج لجماعات أصولية متطرفة، تتخذ من أمريكا وإسرائيل مقرًّا لها، وربما امتدت فروعها في دول أخرى، ومن عجبٍ أن تلقى هذه الجماعات الأصولية المتعصبة دعمًا ومساندة لها من الدول التي توجد فيها:
١ - فهناك منظمة السفارة المسيحية الدولية، وهي منظمة صهيونية مسيحية، أُعلن تأسيسها في مدينة القدس المحتلة عام ثمانين وتسعمائة وألف للميلاد، وبحضور أكثر من ألف رجل دين نصراني، يمثلون ثلاثًا وعشرين دولة، وبحضور عدد من كبار المسئولين الإسرائيليين، وقد افتتحت لها فروعًا في سبع وثلاثين دولة في كل من أوربا الغربية، وأفريقيا، وكندا، واستراليا. أما في الولايات المتحدة وحدها، فقد بلغ عدد فروعها عشرين فرعًا، ويدير هذه الفروع كلَّها أصوليون متعصبون، وقد اختصر مؤسس هذه السفارة ومديرُها أهدافه بقوله:((إننا صهاينة أكثر من الإسرائيليين أنفسهم، وإن القدس هي المدينة الوحيدة التي تحظى باهتمام الله، وأن الله قد أعطى هذه الأرض لإسرائيل إلى الأبد)) (١).
وتهدف هذه المنظمة النصرانية -كما جاء في منشورها- إلى تحقيق الراحة لبني
(١) انظر: البعد الديني في السياسة الأمريكية .. يوسف الحسن ١٣٠.