الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رضي لنا الإسلام دينًا، وجعل للناس شرعة ومنهاجًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أمره ربه ألا يتبع سبيل المجرمين ولا يتبع أهواء المضلين وعصمه من الناس، وأظهر دينه على الدين كله، وإن رغمت أنوف الكافرين.
إخوة الإسلام بين فينة وأخرى يتردد على الأسماع مصطلح (وحدة الأديان).
وهذا من الخطورة بمكان إذ أن هناك فرقًا بين حوار الأديان والحضارات وبين وحدتها والقول بصحتها جميعًا، فالحوار دعوة للحق، ومجادلة بالتي هي أحسن، والغلبة للحق على الباطل، والمحجة للدين الحق وما ينفع الناس يمكث في الأرض، وأما الزبد يذهب جفاءً؟
ثمة أصول عند المسلم لا يليق به أن يحيد عنها، وثمة نصوص شرعية في الكتاب والسنة لا يمكن تجاوزها ..
ومن أمثلة ذلك ما يجده المسلمون في كتاب ربهم من آيات محكمات يقول ربنا فيها {إن الدين عند الله الإسلام}.
ويقول في أخرى:{ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}.
وينهى المسلمون وفي مقدمتهم محمد صلى الله عليه وسلم عن اتباع أهواء القوم الضالين ويؤمرون بالتحاكم إلى ما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً}[المائدة: ٤٨].
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: ليست هذه الخطبة في المطبوع، وهي في أصل الكتاب الوارد عن المؤلف