للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية]

الحمد لله ربِّ العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وليُّ الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه إمام المتقين وسيدُ ولد آدم أجمعين، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين.

عبادَ الله: ومن عناصر قوة المؤمن وأسلحته التي يحتمي بها الدعاء، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (١).

والله تعالى هو المدعو عند الشدائد، والمرجو عند النوازل: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ} (٢)، {أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} (٣).

قال ابن كثير رحمه الله في «تفسيره» عنده آية النمل هذه عن وهبِ بنِ منبه قال: قرأتُ في الكتاب الأول أن الله تعالى يقول: بعزتي إنه من اعتصم بي فإن كادته السماواتُ بمن فيهن، والأرضُ بمن فيهن، فإني أجعلُ له من بين ذلك مخرجًا، ومن لم يعتصم بي فإني أخسفُ به من تحت قدميه الأرضَ، فأجعلُه في الهواء فأكلُه إلى نفسه.

كما نقل عن الحافظ ابن عساكر الحكايةَ التالية عن رجلٍ قال: كنتُ أكاري على بغلٍ لي من دمشق إلى بلد الزبداني، فركب معي ذاتَ مرةٍ رجلٌ، فمررنا على بعض الطريق على طريق غير مسلوكة، فقال لي: خذ في هذه فإنها أقرب، فقلتُ: لا خبرةَ لي فيها، فقال: بل هي أقرب، فسلكناها، فانتهينا إلى مكان


(١) سورة البقرة، الآية: ١٨٦.
(٢) سورة الإسراء، الآية: ٦٧.
(٣) سورة النمل، الآية: ٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>