إن الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّمْ عليه وعلى سائرِ الأنبياء والمرسلين، وارضَ اللهمَّ عن الصحابةِ أجمعين والتابعين وتابعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين وسلِّمْ تسليمًا كثيرًا.
ما هي أغراضُها؟ وما منافعُها؟ كيف كان هديُه صلى الله عليه وسلم فيها؟ وكيف كان هديُ سلفِ الأُمةِ من بعدِه فيها؟ ما الوقفُ الناجزُ وما الوقفُ المؤجَّل؟ ما هي الأخطاءُ والسلبيّاتُ التي تحصلُ في بعضِ هذه الأوقافِ وكيف الحلُّ، وهل يمكن أن تُستثمَرَ الأوقافُ والوصايا لدعمِ الدعوة لدينِ الله والجهادِ في سبيلِه، وتُعمَّمُ مصالحُها؟ إلى غيرِ ذلك من أسئلةٍ مهمَّةٍ تتعلَّقُ بالأوقافِ والوصايا، وهنا وقبلَ الإجابةِ على هذه الأسئلةِ لا بدَّ من القولِ: إن الأوقافَ والوصايا في الإسلامِ مظهرٌ من مظاهرِ البرِّ والإحسان، وصورةٌ رائعةٌ من صورِ التكافلِ الاجتماعيّ .. يستشعرُ معها أهلُ اليَسَارِ والغِنى حاجةَ إخوانِهم المسلمين لأمرٍ من الأمورِ فيُوقِفُون ويُوصُون من أموالِهم ما يَخدُمُ غيرَهم من المحتاجين، ويسدُّ حاجتَهم.
إنَّ الوقفَ سنَّةٌ نبويةٌ سارتْ عليه الأُمةُ في عصورِها الزاهيةِ وإلى يومِنا هذا،
(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٢٤/ ١٢/ ١٤٢٢ هـ.