للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذين يظلُّهمُ اللهُ في ظلِّهِ يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه.

والشيخُ الذي شابَ في الإسلامِ لهُ أجرُه ونورُه، وفي الحديثِ الصحيحِ قالَ صلى الله عليه وسلم: ((والشيبُ نورُ المؤمنِ، لا يَشيبُ رجلٌ شيبةً في الإسلامِ إلا كانتْ له بكلِّ شيبةٍ حسنةٌ، ورُفع بها درجةً)) (١).

أيها المسلمونَ: اختموا عامَكمْ بالتوبةِ والاستغفارِ، والذِّكرِ والشكرِ والعزيمةِ على الرُّشدِ والغنيمةِ منْ كلِّ بِرٍّ، والسلامةِ منْ كلِّ إثمٍ، واسألوا ربَّكمْ السلامةَ منَ الفتنِ، والعفوَ والعافيةَ.

واحرصوا على الإكثارِ منْ عملِ الصالحاتِ في أيامِ نهايةِ العامِ، لعلَّ اللهَ أنْ يرفعَ درجاتِكمْ ويكفِّرَ عنْ سيئاتِكمْ، والأعمالُ بالخواتيمِ.

وادعوا ربَّكمْ أنْ يتقبلَ طاعاتِكمْ، ويغفرَ ذنوبَكم، فليسَ الشأنُ عَمَلَ الصالحات، وإنما الشأنُ كلُّ الشأنِ في القَبُولِ، واللهُ يقولُ: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} (٢).

وكانَ سلفُ الأُمَّةِ يَجتهدونَ في عملِ الطاعة فترةً منَ الزمنِ، ثمَّ يَجتهدونَ فترةً أخرى في الدعاءِ وسؤالِ اللهِ القَبولَ، وما يزال العبدُ يدعو ويتضرَّعُ ويستغفرُ حتى يستجيبَ اللهُ دعاءَه ويغفرَ ذَنْبَه ويرفعَ درجتَه.


(١) ((السلسلة الصحيحة)) للألباني (١٢٤٣).
(٢) سورة المائدة، الآية: ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>