الحمد لله ربِّ العالمين، أمر بالعدل والإحسان، ونهى عن الفحشاء والمنكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يمهل ولا يهمل، وإذا أخذ فإن أخذه أليم شديد، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، مثال الطهر والعفاف، وفي بيته نموذج يحتذى للبيوت المسلمة {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}(١).
اللهم صل وسلم عليه وعلى إخوانه، وأزواجه، وآله المؤمنين.
أما بعد .. إخوة الإسلام! فليس يخفى أن هذا العالم المضطرب لم يصل إلى ما وصل إليه من تدني في القيم وفساد في الأخلاق فجأة .. ولا مصادفة. بل كان نتيجة تراكمات من الفساد والانحراف عن منهج الله .. وتغليب الشهوة ... وتهييج الغرائز ووأد الكرامة والحياء .. وإشاعة الفاحشة، وترويج المخدرات، ونشر المسلسلات، وإطلاق عنان الحرية المزعومة، حتى عمَّ البلاء وانتشر الوباء، والخوف قائمٌ من تصديره خارج منطقة الداء.
ونحن معاشر المسلمين مطالبون بحماية أنفسنا ومجتمعاتنا من هذا الوباء أو غيره من الأوبئة الأخرى.
والحماية لا تكون بمجرد العلاج إذا وقع الداء وتفشى المرض، وإنما تستلزم الوقاية أولا .. والوقاية خير من العلاج وأجدى. إن علينا بشكل عام ألا نفكر في