للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفكار في الدعوة إلى الله (١)

[الخطبة الأولى]

الحمد لله ربِّ العالمين جعل الدعوةَ إلى الله سبيل الأنبياء والمرسلين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أظهر دينَه على الدين كلِّه ولو كره المشركون، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، خاتمُ الأنبياء وقدوة الدعاة والمصلحين، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارضَ اللهم عن أصحابه أجمعين والتابعين، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (٢).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (٣).

إخوة الإسلام: الحديثُ عن الدعوة حديثٌ عن دين الله، والحديث عن الدعاة المخلصين حديث عن الصفوة من عباد الله، ولئن كان الحديثُ عن الدعوة والدعاة يطول ويتشعب وهو بمجمله نافعٌ ومفيد، إلا أنني سأقصر الحديث هنا على أمور، منها:

أولًا: قيمة الدعوة وفضلُ الدعاة، وفي هذا يحكم الحقُّ تبارك وتعالى أن لا أحد أحسن قولًا ممن دعا إلى الله وعمل صالحًا: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (٤).


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ١٧/ ٤/ ١٤٢٠ هـ.
(٢) سورة النساء، الآية: ١.
(٣) سورة آل عمران، الآية: ٣.
(٤) سورة فصلت، الآية: ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>