للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدعوةُ إلى الله سبيلُ الأنبياء عليهم السلام، وطريق المؤمنين التابعين يعني لهم إلى يوم الدين: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} (١).

وعن فضل الدعوةِ والدعاة قال عليه الصلاة والسلام: «من دعا إلى هُدًى كان له من الأجر مثلُ أجرِ من تبعه - إلى يوم القيامة - لا ينقص من أجورهم شيئًا».

وفي الحديث الآخر: «لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خيرٌ لك من حُمرِ النعم».

ثانيًا: تجريدُ الدعوة وإخلاصُ الدعاة ... فلا ينبغي أن تقومَ الدعوةُ لأغراضٍ شخصيةٍ أو مطامعَ دنيويةٍ، ولا يليق بالدعاة أن يأكلوا بدعوتهم، أو يخادعوا الناس في حقيقتهم وواقع أمرهم، أو يتكلفوا ما لم يأذن به الله، وفي التنزيل: {مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} (٢)، {اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ} (٣)، وإذا لم يخش أولئك المتزيدون بالدعوة الفضيحة في الدنيا، فليتذكروا الفضيحة الكبرى يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

ثالثًا: تاريخ الدعوة، إن تاريخ الدعوة إلى الخير والقسطِ قديمةٌ قدم الزمان، ومصاحبةٌ للأمم الخوالي، وقام بها الأنبياء عليهم السلام مع أممهم من نوح إلى محمد عليهم الصلاة والسلام: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} (٤)، استحقت أن يُقتل لها الأنبياء، ويُقتل أتباعهُم أو يعذبوا، وفي هذا يقول الحقُّ تبارك وتعالى حاكيًا نموذجًا من نماذج الدعوة والإيذاء. {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ


(١) سورة يوسف، الآية: ١٠٨.
(٢) سورة ص، الآية: ٨٦.
(٣) سورة يس، الآية: ٢١.
(٤) سورة فاطر، الآية: ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>