للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الخطبة الثانية]

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى.

أيها المسلمون سبق القول أن خلافنا مع الرافضة خلاف في الأصول وليس في الفروع، فعقيدتهم في القرآن والسنة والصحابة وأعلام الملة، تختلف بأصولها عن عقائد أهل السنة والجماعة، وتعاملاتهم بالتقية وتذرعهم بالنفاق والخداع .. كل ذلك مما تفيض به كتبهم ويشهد الواقع على صدقه، ومن عاشرهم أو اقترب منهم عرف ما يبطنون من غل وحقد، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وأما الرافضي فلا يعاشر أحدًا إلا استعمل معه النفاق، فإن دينه الذي في قلبه دين فاسد يحمله على الكذب والخيانة وغش الناس، وإرادة السوء بهم، فهو لا يألوهم خبالًا ولا يترك شرًا يقدر عليه إلا فعله بهم .. الخ (١).

وهذا الشوكاني عاشرهم باليمن وتحدث عن تجربته معهم ثم قال: «ولقد جربنا هذا تجريبًا كثيرًا فلم نجد رافضيًا يخلص المودة لغير رافضي وإن آثره بجميع ما يملكه .. ولم نجد في مذهب من المذاهب المبتدعة وغيرها ما نجد عند هؤلاء من العداوة لمن خالفهم، ولم نجد عند أحد من التحري على شتم الأعراض المحترمة، فإنه يلعن أقبح اللعن ويسب أفظع السب .. ولعل سبب هذا والله أعلم أنهم لما تجرأوا على سب السلف الصالح هان عليهم سب من عداهم، ولا جرم فكل شديد ذنب يهون ما دونه (٢).

عباد الله- قوم تلك بعض معتقداتهم- وأساليب تعاملاتهم لا يؤمنون .. فكيف إذا كان لهم أطماع وأهداف وأذرعة ووسائل يصدرون بهم ثورتهم،


(١) (منهاج السنة ٣/ ٢٦٠).
(٢) (طلب العلم/ ٧٠، ٧١ عن أصول مذهب الشيعة للعقاري ٣/ ١٢٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>