للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زيارات واستقبالات رمضان (١)

[الخطبة الأولى]

الحمد لله رَبّ العالمين، يُقلبا الليل والنهار، إن في ذلك لعبرةً لأولي الأبصار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، بتقديره تنصرم الشهورُ والأعوام، وتفنى الأممُ وتعقبها أممٌ وأجيال، وهو وحده الحي القيوم، كل شيء هالك إلا وجهه.

وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله ... كان عمره قصيرًا، ولكن حياته كانت مليئةً بالجهاد والدعوة والعلم والعمل، والبرِّ والإحسان، وكريم الخصال والأخلاق، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارضَ اللهم عن الصحابة أجمعين والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (٢).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (٣).

أيها المسلمُ والمسلمة: ما نوعُ تفكيرك في الآخرة، وما مقدارُ جديتك في السعي لها، وهل تستثمر الفرص وتفرح بالمناسبات التي تصلك بفضل الله ورحمته، وتُشرع فيها أبواب الجنة وتغلق أبواب النار ... قد تكون الإجابةُ بالإيجاب ... ولكن السلوك العملي هو الذي يحدد الدقة في الإجابة، ويحكم بصدق المتحدث أو كذبه.


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٢٥/ ٨/ ١٤٢٠ هـ.
(٢) سورة النساء، الآية: ١.
(٣) سورة التوبة، الآية: ١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>