للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصحاب الفيل (١)

[الخطبة الأولى]

الحمد لله القوي العزيز، أهلك عادًا الأولى، وثمود فما أبقى، والمؤتفكةَ أهوى، فغشَّاها ما غشّى، فبأيِّ آلاء ربك تتمارى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ردَّ أصحاب الفيل وجعل كيدهم في تضليل، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، تزامن مولدُه مع حادثة الفيل عبرة وعظة.

اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارضَ اللهم عن أصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.

عباد الله: أوصي نفسي وإياكم بلزوم تقوى الله، فلباسُها خيرُ لباس، وأصحابُها في جنات ونهر، وبالتقوى يجعل الله من كل ضيق مخرجًا، ويرزق من حيث لا يحتسب المرزوق، ومن يتقِ الله يجعلْ له فرقانًا ويكفرْ عن سيئاته ويُعظمْ له أجرًا.

أيها المسلمون: سورةٌ في كتاب الله قليلٌ آيُها، كبيرٌ حدثها، وعظيمٌ مدلولها، تنبئ عن نهاية الظلم، وهلاك المتكبرين ... لا بسلطانِ البشر وقوتهم، ولكن بقوة الله وحده وجبروته ... وتؤكد السورة ألا قوة فوق قوة الله ... وأن القوى الظالمة مهما تجبرت وطغت فنهايتها الفناء.

أخرج الحاكم مختصرًا وصححه، وزاد غيره - قصة أصحاب الفيل - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أقبل أصحابُ الفيل (عليهم أبو يكسوم صاحبُ الحبشة)


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٨/ ١٠/ ١٤٢٠ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>