للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلمون بين فكَّيِ الكمّاشة (١)

الخطبةُ الأولى:

الحمدُ لله ربِّ العالمين شرَّفنَا بالإسلامِ وهَدَانا بالقرآن، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له جعلَنا خيرَ الأمم، وجعلَ كتابَنا مصدِّقًا للكتبِ السماوية السابقةِ ومُهَيمِنًا عليها، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه خاتَمُ المرسلين وأفضلُهم، اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ عليه وعلى سائرِ الأنبياء والمرسَلين.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (٢).

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} (٣).

إخوةَ الإسلام: المتأمِّلُ في كتابِ الله يجِدُ فيه شعورًا كاذبًا عند اليهودِ والنصارى بالتميُّزِ على غيرِهم، وفضلًا مزيَّفًا لا يتَّسعُ لغيرِهم من الشعوب والأمم، وقد كذَّب اللهُ هذه الدعاوَى كما في قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} (٤).


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٢٤/ ٨/ ١٤٢٢ هـ.
(٢) سورة آل عمران، الآية: ١٠٢.
(٣) سورة لقمان، الآية: ٣٣.
(٤) سورة المائدة، الآية: ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>