للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١) عداوة الشيطان (١)

[الخطبة الأولى]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارض اللهم عن أصحابه أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله وراقبوه واحذروا عداوة الشيطان وجاهدوه، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٣٥)} (٢).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (١١٩)} (٣).

عباد الله: وهناك حقيقة نعترف بها جميعًا، ونحسُّ بأثرها كلما زلَّت بنا القدم عن صراط الله المستقيم، إنها حقيقة من حقائق القرآن، وهي بليةٌ من بلايا بني آدم، تنتقل من الأجداد إلى الآباء إلى الأحفاد، وستظل إلى يوم يبعثون، كذا قدر الله وأراد ليمتحن الناس -وهو بهم أعلم - فيتميّز حزب الله عن حزب الشيطان.

والمصيبة -يا عباد الله - أننا نعلم الداء، وربما صعب علينا الاستمرارُ على


(١) ألقيت هذه الخطبة يوم الجمعة الموافق ٩/ ١٠/ ١٤١٨ هـ.
(٢) سورة المائدة: الآية ٣٥.
(٣) سورة التوبة: الآية ١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>